كورونا والفلسفة: إشكالات لا تنتهي

نُشر المقال على موقع المركز العربي للدراسات على الرابط التالي http://www.acrseg.org/41569 ثمة عديدون اليوم ينفعلون بكورونا، في معركة يرى العالم فيها اختبار بقاءه البيولوجي ربما الأهم في تاريخه الحديث، معركة يقف فيها أحفاد أبقراط على خط المواجهة المباشرة، لكن ثمة أخرون ، يخوضون بدورهم جدالات أخرى مع كورونا وما يحمله لليوم والغد من تغيرات، وإن وقف هؤلاء في الخطوط الخلفية، ومن هؤلاء ولا شك المشتغلين بالفلسفة. في ثرثرة حول جدوي الكتابة في لحظات مفترضة لنهاية العالم، يمازحني صديقي أن المرء عند النهاية لا يبحث عن تنظير لمأساته بقدر ما يبحث عن مخرج لها، أي أن العالم اليوم يهمه الدواء واللقاح، لا الأطروحة والنظرية. وهو ما يُعيد سؤال جدوى الفلسفة وفعل التفلسف مرة أخرى إلى الواجهة، ليكون السؤال جديًا اليوم حول إذا ما كنا نحتاج صناع لقاح وأمصال، أم صناع أسئلة؟ وهو في رأيي يبقى سؤالًا ممتدًا عن جدوى الفلسفة بشكل عام، ويظل بلا أجوبة، لأن لا سبيل لحسم معركة الفلسفة والعلم نفسها. لكن المؤكد أن كثيرون اليوم يبحثون عن رأي الفلسفة والمتفلسفة، أمام جائحة لا تضع الإنسانية أمام تحدي بيولوجي ...