نيتشه: " عن الشفقة "


ترجمة: أحمد نبوي

" خطأي الذي يبدو وأنني سأرتكبه إلى الأبد، هو أنني أتصور معاناة الآخرين أكبر بكثير مما هي عليه على الحقيقة. منذ طفولتي، وانا اتأكد مرة بعد مرة من فكرة أن "أعظم أخطاري تكمن في الشفقة ".

- نيتشه ، خطاب بتاريخ ١٨٨٤
"


" يبدو لي وأن الإنسان الذي يمتلك أطيب النوايا، قادر على أن يحدث ضررًا لا يُحصى، إذا افتقد الحماس الكافي ليتمنى الخير لهؤلاء الذين يعرضون عنه بروحهم وإرادتهم "
- نيتشه ، خطاب بتاريخ ١٨٨٥

"
تسمى المسيحية دين الشفقة. والشفقة تقف على الضد من المشاعر المنشطة التي تزيد من حيويتنا! إذ لها ذلك التأثير المحبط علينا. فنحن محرومون من القوة حين نشعر بالشفقة. وفقدان القوة الذي يتسبب بالمعاناة على هذا النحو لا يزال يزداد ويتضاعف بالشفقة. الشفقة تجعل المعاناة معدية. وفي ظل ظروف معينة، قد يؤدي ذلك إلى خسارة كاملة في الأرواح والحيوية لا يتناسب مع حجم السبب "
- نيتشه ، عدو المسيح


"لقد تجرأ البعض على وصف الشفقة بالفضيلة (في كل أخلاقيات نبيلة تعتبر نقطة ضعف) ؛ وكأن هذا لم يكن كافيًا، فقد أصبحت الشفقة الفضيلة والأساس والمصدر لجميع الفضائل. للتأكد من ذلك - وجب على المرء أن يضع ذلك في الاعتبار دائمًا - تم ذلك بواسطة الفلسفة العدمية التي حملت على عاتقها مسؤولية نفي الحياة. لذا فقد كان شوبنهاور متسقًا بما فيه الكفاية حين كتب عن أن الشفقة تنكر الحياة وتجعلها أكثر استحقاقًا للنفي. الشفقة إذا هي ممارسة العدمية. فهذه الغريزة الاكتئابية والمعدية لا تستحث الغرائز التي تهدف إلى الحفاظ على الحياة وتعزيز قيمتها. على العكس فهي تضاعف البؤس وتحافظ على كل ما هو بائس، وبالتالي فهي أداة رئيسية تعزز الفساد: إذ أن الشفقة تقنع الرجال بالعدم! "
- نيتشه ، عدو المسيح

Comments

Popular posts from this blog

قراءة في فيلم الأرض

«جنون متبادل»

قراءة في فيلم "الشيخ جاكسون"