Posts

Showing posts from June, 2017

من كافكا إلى ميلينا

Image
- صباحُ الخير، لا أنفكُ أذكرك كلما خَلوت إلى نفسي، اللعنة علي وعلى الخلوة لا عليك. سأخبرُك بداية بشئ ربما يرفع عن كلينا حرج ما سيأتي من كلمات. أنا لا أكتبُ إليك لتزيديني وصلاً أو لتمنعنيني قطعاً. فلا شئ من أشيائك يكفي، لا وصل منك يشبعُ شبقي إليكِ، ولا لقاء بك يطفئ لهيب شوقي إليكِ، فما تزيد اللقيا شوقي إلا لهيباً، ولا يزيدني الورد منك إلا عطشاً. لذا فلا شئ منك يكفي لا بعضك يكفي ولا كُلُكِ يكفي. ولتعذريني في هذا ولتلتمسي لي من الأعذار ألفاً، فتلك ليست مشكلتك، ولا الذنب ذنبك. إنما أنا المذنبُ الملعون بتضخيم الأشياء، أنا من يجعل من الجزء كلاً، ويصيغ من العدم وجوداً. ذنبك الوحيد أني في حضرتك أعيدُ ترتيب الأشياء من جديد، أعيد صياغة قواعد اللغة، أرتب حروفها على حروف اسمك. ومع ذلك فلست أنتظر منك شيئاً، ولا يعنيني حقيقة كل هذا الحضور في حضرة غيابك. - مؤمنٌ أنا أن الكلمات أعجز عن أن تحكيك، وأن الشعر مهما بلغ من جودة الصياغة وعبقرية المجاز، ليقف متصاغراً ذليلاً أمام إستحالة وصفك. لذا أفكر كثيراً أن أتوقف عن الكتابة من الأساس. ليس فقط لأن اللغة تعجز عن وصف من هم مثلك، ليس هذا فحسب، بل لأني أخشى دا...